أزمة النفط: بين المبالغة والتجذير
هل هناك أزمة نفط أو أزمة طاقة؟
في السنوات القليلة الماضية،وسائطتحدثت تقارير عن أزمة انخفاض أسعار النفط ووصول أسعاره إلى مستويات سلبية، وسرعان ما انتقل الموضوع إلى وسائل التواصل الاجتماعي بين عامة الناس، وقوبل الموضوع بارتباك مختلط. وتعود حقيقة الأزمة تاريخيًا إلى الاتحاد الروسي، حيث كانت روسيا في حالة حرب مع إيران.
أزمة النفط بين المبالغة والتجذير – مكتب خلف بندر للمحاماة
مما دفع المملكة العربية السعودية إلى اتخاذ موقف شجاع وهو مضاعفة الإنتاج.
لكن تحول فيروس كورونا إلى جائحة عالمية أدى إلى تراجع الطلب على النفط، حيث مرت أسواق النفط العالمية بمرحلة استثنائية وغير مسبوقة، وتجسد هذا التغيير في زيادة الإنتاج وانخفاض الطلب العالمي بما يقدر بنحو خمسة وعشرين مليون برميل، وفي هذه المرحلة دخل الاقتصاد العالمي في ما يسمى بالسقوط الحر، وبالتالي تراجعت أغلب المؤشرات العالمية، ووصلت إلى خسائر تقترب من خسائر الأزمة العالمية في عام 2009.
ومنذ ذلك الحين، انتعش الاقتصاد العالمي، وزاد الطلب على إمدادات النفط، وواردات النفط، وإنتاج النفط.محامي قانون الأعمالفي مكتب خلف بندر للمحاماة يمكن أن تشرح.
كيف ينبغي لشركات النفط أن تتصرف؟
ولعل السؤال المطروح هنا هو كيف يصل سعر برميل النفط إلى ما دون الصفر؟ فمعظم عمليات تداول النفط ــ تجارة واردات النفط ــ تتم من خلال العقود الآجلة أو عقود الخيار. وفي العقود الآجلة يتم الاتفاق بين البائع والمشتري على عدد براميل إمدادات النفط. ويتوقف هذا العدد على العقد وسعر التنفيذ ووقت التسليم.
والواقع أن العقود دخلت هذه الأيام في مرحلة التصفية، فامتلاء المخازن العالمية في العديد من الدول، وخاصة الولايات المتحدة، دفع العديد من المشترين إلى التخلص من الإمدادات النفطية التي لا يستطيعون تخزينها. وهذا ما دفع شركات النفط إلى البيع بسعر سلبي، أي أنك تجمع المبلغ السلبي وتأخذ البرميل.
كيف يتأثر إنتاج النفط؟
فإذا أخذنا على سبيل المثال برميلاً من خام غرب تكساس الوسيط، الذي وصل سعره إلى نحو (-40 دولاراً)، فهذا يعني أنك عندما تشتري إمدادات النفط، فإنك تستلم البرميل وتدفع 40 دولاراً مقابله.
ويرجع السبب في ذلك إلى الجمع بين ضعف القدرة التخزينية ووجود نفط رديء الجودة و/أو رفض المشتري استلامه، كما يزعم الرئيس الأميركي برفضه استلام شحنات متعاقد عليها من إمدادات النفط السعودية. وقد تتكرر هذه الحادثة في عقود يونيو/حزيران إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مع تفاقم أزمة كوفيد-19، وانخفاض الطلب، وعدم القدرة على خفض الإنتاج.
يعتقد البعض أن السبب هو تداول عقود النفط الآجلة على أساس أنها بيع محرم، ولكن هذا غير مقبول لأن السبب الحقيقي هو تعنت المنتجين، ولو كانت واردات النفط يتم تداولها بعقود الاستصناع لما تغير الوضع إطلاقا.
شكل العقود مع شركات النفط
ومن الجدير بالذكر أن العقود الآجلة في شكلها الأساسي لا تختلف كثيراً عن بيع الاستصناع في بداية العقد، حيث يتم الاتفاق على نوع وكمية النفط وتاريخ الاستلام وسعر البيع، ويقدم جزء من الكمية للوسيط كضمان من المشتري.
ولكن عند تصفية العقد سواء في الوقت المناسب أو قبل ذلك تنشأ المشكلة، ولا يمكن تصفية العقد إلا بثلاثة أشكال:
- الشكل الأول:ويتم تنفيذ العقد حسب ما تم الاتفاق عليه بين شركة النفط ومشتريها، وهذا جائز ولا خلاف فيه.
- الشكل الثاني:يتم تصفية العقد بعقد عكسي، أي أن العقد يتم إبرامه على المكشوف، حيث لا يمتلك البائع الكمية المتعاقد عليها من النفط، لذا عندما يحين وقت التصفية، فإنه يشتريها ويغلق مركزه بشكل دائم.
- للوهلة الأولى يبدو وكأن البائع الأول حل محل البائع الثاني في العقد، ولكن هذا غير صحيح إذا اشترى البضاعة من البائع، فقد كلفه الثاني بتسليمها للمشتري، وبالمثل باع المشتري الزيت وقت التصفية وقبل الاستلام لشخص آخر ليحل محله.
- الشكل الثالث :يتم تصفية العقد بعقد آخر، فيؤجل المقاول التصفية إلى موعد التصفية التالي للعقد الجديد، على أمل أن تتغير الأسعار لصالحه.
وبهذا نختم حديثنا عن أزمة النفط بتجذيرها وتوضيح معالم العقود المستقبلية، ونستكمل الحديث عنها في الأسبوع القادم، سائلين الله عز وجل أن يمن علينا بالأمن والإيمان والصحة في أجسادنا، ويكشف كرب الأمة. ولا تنس عزيزي القارئ أن التزامك بالتعليمات الوقائية واجب وطني لا يقصر فيه.
اتصل بمحامي الأعمال في مكتب خلف بندر للمحاماة لمناقشة أزمة النفط
يولي فريق العمل في مكتب خلف بندر للمحاماة اهتمامًا وثيقًا للطريقة التي تتغير بها صناعة النفط في السوق العالمية. تحتاج الشركات، الأجنبية والمحلية، إلى فهم كيفية تقييم واردات النفط وقد تؤثر على عملك. إذا كنت تتطلع إلى دخول الاقتصاد السعودي، فتأكد من وجود محامٍ متمرس بجانبك يفهم جميع جوانب قانون الأعمال. مكتب خلف بندر للمحاماة على استعداد للمساعدة.